الوردتان ....
صفحة 1 من اصل 1
الوردتان ....
تَبَارَكَ اللهُ فَهْوَ لَمَّا
أَرَادَ أَنْ يُبْدِعَ الكِيَانْ
أَبْدَأَهُ فِكْرُهُ، وَلَمَّا
يَقُلْ لِمَا شَاءَ كُنْ فَكَانْ
*
فَجَاءَ ذَا العَالَمُ العَظِيمُ
لَفْظًا لِفِكْرٍ تَصَوَّرَهْ
الشَّمْسُ وَالأَرْضُ وَالنُّجُومُ
مِنْ مُظْلِمَاتٍ وَمُبْصِرَهْ
كَأَحْرُفٍ سِفْرُهَا الرَّقِيمُ
مُذْهَبَةٍ أَوْ مُحَبَّرَهْ
جَمِيعُهَا اسْمٌ وَهُوَ المُسَمَّى
فِى سَعَةِ الخَلْقِ وَالزَّمَانْ
وَكُلُّ حَرْفٍ حَوَى لَهُ اسْمًا
يَضِيقُ عَنْ ضَمِّهِ المَكَانْ
*
وَنَوَّرَ اللهُ بِابْتِسَامِ
تَمْثِيلُهُ الْبَاهِرُ البَدِيعْ
وَزَانَ مَا فِيهِ مِنْ نِظَامِ
بِكُلِّ ضَرْبٍ مِنَ الْبَدِيعْ
فَعَقَّبَ الشَّمْسَ بِالظَّلاَمِ
وَدَبَّجَ العَامَ بِالرَّبِيعْ
وَأَنْهَضَ الشَّاهِقَ الأَشَمَّا
وَأَقْعَدَ الْغَوْرَ فَاسْتَكَانْ
وَمَدَّ مَاءً جَرَى خِضَمَّا
وَتَحْتَهُ النَّارُ فِى أَمَانْ
*
يَا رَبِّ أَعْظِمْ بِمَا وَضَعْتَا
فِى الْكَوْنِ مِنْ آيِكَ العِظَامْ
أَدَقُّ شَىءٍ مِمَّا صَنَعْتَا
كَجُمْلَةِ الخَلْقِ بِالتَّمَامْ
وَكُلُّ جُزْءٍ بِهِ جَمَعْتَا
عَجَائِبَ الْكُلُّ حَيْثُ قَامْ
نَثَرْتَ نَثْرًا فَجَاءَ نَظْمًا
بَدِيعُهُ حِلْيَةُ البَيَانْ
وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْهُ اسْتَتَمَّا
قَصِيدَةً تَخْلُبُ الجِنَانْ
*
لَكِنَّ فِى صُنْعِكَ الْجَلِيلِ
أَحَبَّ شَىْءٍ لَنَا الزَّهَرْ
خَلَقْتَهُ بَهْجَةَ الْعُقُولِ
وَمَرْتَعَ النَّحْلِ وَالْفِكَرْ
نَكَادُ فِى خَلْقِهِ الْجَمِيلِ
نَسْتَجْمِعُ النَّفْسَ فِى الْبَصَرْ
عَبِيرُهُ لاَ يُمَلُّ شَمًّا
يُرَوِّحُ الْقَلْبَ وَهْوَ عَانْ
وَنُورُهُ قَدْ يُخَالُ فَهْمًا
لِمَا يُرَى فِيهِ مِنْ مَعَانْ
*
طَوَائِفٌ هَذِهِ الأَزَاهِرْ
وَكُلُّ حِزْبٍ لَهُ أَمِيْرْ
مَلِيْكُهَا الْوَرْدُ لَمْ يُكَابِرْ
مُنَاظِرٌ فِيْهِ أَوْ نَظِيْرْ
تَقَلَّدَ التَّاجَ مِنْ جَوَاهِرْ
وَقَامَ لِلحُكْمِ فِى السَّرِيرْ
لَكِنْ يَقُولُونَ جُرْتِ ظُلْمًا
فِى الزَّهْرِ يَا وَرْدَةَ الْجِنَانْ
لَأَنْتِ أَبْهَى وَأَنْتِ أَسْمَى
مِنْ أَنْ تُقِيْمِى لِلْعَدْلِ شَانْ
*
خُلِقْتِ بَيْضَاءَ كَالرَّجَاءِ
فَهَامَ فِى حُبِّكِ النَّسِيمْ
فَرَاحَ مُذْ دَارَ فِى الْفَضَاءِ
مُقَبِّلاً ثَغْرَكِ الْوَسِيمْ
فَبِتُّ فِى حُمْرَةِ ا لْحَيَاءِ
لِذَلِكَ المُنْكَرِ الْجَسِيمْ
ذَنْبٌ تَحَلَّلْتُمَاهُ قِدْمَا
فَلَبِثَ الْوَرْدُ وَهْوَ قَانْ
كَذَاكَ جَاءَتْ حَوَّاءُ إِثْمَا
فَعُوقِبَ النَّسْلُ غَيْرُ جَانْ
*
فَدَتْكِ مَهْمَا كَسَبْتِ وِزْرَا
أَزَاهِرُ الرَّوْضِ وَالْحِجَالْ
أَلاَ فَتَاةً أَجَلَّ قَدْرًا
كَرِيمَةَ الخُلْقِ وَالخِلاَلْ
تَبَرُّ بِالبَائِسِينَ بِرًّا
وَتَشْتَرِى أَنْفُسًا بِمَالْ
كِلْتَاكُمَا وَرْدَةً تُسَمَّى
لَكِنَّهَا وَرْدَةُ الحِسَانْ
وَأَفْضَلُ الْوَرْدَتَيْنِ حُكْمًا
جَمِيَلُة الْقَلْبِ وَاللِّسَانْ
أَرَادَ أَنْ يُبْدِعَ الكِيَانْ
أَبْدَأَهُ فِكْرُهُ، وَلَمَّا
يَقُلْ لِمَا شَاءَ كُنْ فَكَانْ
*
فَجَاءَ ذَا العَالَمُ العَظِيمُ
لَفْظًا لِفِكْرٍ تَصَوَّرَهْ
الشَّمْسُ وَالأَرْضُ وَالنُّجُومُ
مِنْ مُظْلِمَاتٍ وَمُبْصِرَهْ
كَأَحْرُفٍ سِفْرُهَا الرَّقِيمُ
مُذْهَبَةٍ أَوْ مُحَبَّرَهْ
جَمِيعُهَا اسْمٌ وَهُوَ المُسَمَّى
فِى سَعَةِ الخَلْقِ وَالزَّمَانْ
وَكُلُّ حَرْفٍ حَوَى لَهُ اسْمًا
يَضِيقُ عَنْ ضَمِّهِ المَكَانْ
*
وَنَوَّرَ اللهُ بِابْتِسَامِ
تَمْثِيلُهُ الْبَاهِرُ البَدِيعْ
وَزَانَ مَا فِيهِ مِنْ نِظَامِ
بِكُلِّ ضَرْبٍ مِنَ الْبَدِيعْ
فَعَقَّبَ الشَّمْسَ بِالظَّلاَمِ
وَدَبَّجَ العَامَ بِالرَّبِيعْ
وَأَنْهَضَ الشَّاهِقَ الأَشَمَّا
وَأَقْعَدَ الْغَوْرَ فَاسْتَكَانْ
وَمَدَّ مَاءً جَرَى خِضَمَّا
وَتَحْتَهُ النَّارُ فِى أَمَانْ
*
يَا رَبِّ أَعْظِمْ بِمَا وَضَعْتَا
فِى الْكَوْنِ مِنْ آيِكَ العِظَامْ
أَدَقُّ شَىءٍ مِمَّا صَنَعْتَا
كَجُمْلَةِ الخَلْقِ بِالتَّمَامْ
وَكُلُّ جُزْءٍ بِهِ جَمَعْتَا
عَجَائِبَ الْكُلُّ حَيْثُ قَامْ
نَثَرْتَ نَثْرًا فَجَاءَ نَظْمًا
بَدِيعُهُ حِلْيَةُ البَيَانْ
وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْهُ اسْتَتَمَّا
قَصِيدَةً تَخْلُبُ الجِنَانْ
*
لَكِنَّ فِى صُنْعِكَ الْجَلِيلِ
أَحَبَّ شَىْءٍ لَنَا الزَّهَرْ
خَلَقْتَهُ بَهْجَةَ الْعُقُولِ
وَمَرْتَعَ النَّحْلِ وَالْفِكَرْ
نَكَادُ فِى خَلْقِهِ الْجَمِيلِ
نَسْتَجْمِعُ النَّفْسَ فِى الْبَصَرْ
عَبِيرُهُ لاَ يُمَلُّ شَمًّا
يُرَوِّحُ الْقَلْبَ وَهْوَ عَانْ
وَنُورُهُ قَدْ يُخَالُ فَهْمًا
لِمَا يُرَى فِيهِ مِنْ مَعَانْ
*
طَوَائِفٌ هَذِهِ الأَزَاهِرْ
وَكُلُّ حِزْبٍ لَهُ أَمِيْرْ
مَلِيْكُهَا الْوَرْدُ لَمْ يُكَابِرْ
مُنَاظِرٌ فِيْهِ أَوْ نَظِيْرْ
تَقَلَّدَ التَّاجَ مِنْ جَوَاهِرْ
وَقَامَ لِلحُكْمِ فِى السَّرِيرْ
لَكِنْ يَقُولُونَ جُرْتِ ظُلْمًا
فِى الزَّهْرِ يَا وَرْدَةَ الْجِنَانْ
لَأَنْتِ أَبْهَى وَأَنْتِ أَسْمَى
مِنْ أَنْ تُقِيْمِى لِلْعَدْلِ شَانْ
*
خُلِقْتِ بَيْضَاءَ كَالرَّجَاءِ
فَهَامَ فِى حُبِّكِ النَّسِيمْ
فَرَاحَ مُذْ دَارَ فِى الْفَضَاءِ
مُقَبِّلاً ثَغْرَكِ الْوَسِيمْ
فَبِتُّ فِى حُمْرَةِ ا لْحَيَاءِ
لِذَلِكَ المُنْكَرِ الْجَسِيمْ
ذَنْبٌ تَحَلَّلْتُمَاهُ قِدْمَا
فَلَبِثَ الْوَرْدُ وَهْوَ قَانْ
كَذَاكَ جَاءَتْ حَوَّاءُ إِثْمَا
فَعُوقِبَ النَّسْلُ غَيْرُ جَانْ
*
فَدَتْكِ مَهْمَا كَسَبْتِ وِزْرَا
أَزَاهِرُ الرَّوْضِ وَالْحِجَالْ
أَلاَ فَتَاةً أَجَلَّ قَدْرًا
كَرِيمَةَ الخُلْقِ وَالخِلاَلْ
تَبَرُّ بِالبَائِسِينَ بِرًّا
وَتَشْتَرِى أَنْفُسًا بِمَالْ
كِلْتَاكُمَا وَرْدَةً تُسَمَّى
لَكِنَّهَا وَرْدَةُ الحِسَانْ
وَأَفْضَلُ الْوَرْدَتَيْنِ حُكْمًا
جَمِيَلُة الْقَلْبِ وَاللِّسَانْ
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى